بما اني مش عارف ابدأ بأيه.. فـ.. تعالوا نتكلم على اقسام..
أولًا: التعريف بالفيلم
القصة بإختصار عن لاعب درامز لفرقة ميتال بتبدأ حياته تتدهور لما بيبدأ يفقد سمعه تدريجيًا.
قصة بسيطة جدًا وفكرة ممتازة، إلا أنه بالرغم من بساطتها وصل من خلالها حاجات كتير.. جدًا هتكلم عليها خلال المقالة
مخرج الفيلم هو Darius Marder، وهو برضه شارك في كتابة السيناريو، ولكن ده أول عمل يخرجه وبالرغم من ده الفيلم كان متميز جدًا. ومن الحاجات اللي فاجئتني أنه الشخص ده هو اللي شارك برضه في كتابة سيناريو فيلم دراما نزل سنة 2012 وكان جميل جدًا اسمه The Place Beyond the Pines
ثانيًا: عن تصوير الفيلم وحاجات عجبتني
تصوير الفيلم أشبه بالأفلام الوثائقية و السبب في ده إن (روبن) بطل القصة نفسه عايش في سيارة متنقلة ومش مستقر بسبب عمله مع فرقته، بالإضافة لانه أسلوب الحركة المهتزة والتكوينات العشوائية في الصورة قدرت تحسسنا بالازعاج اللي البطل عايش فيه
فيه كمان حاجات تم استخدامها عشان تشير لحياة البطل المزعجة والغير مستقرة في الفيلم.. وهي.. الألوان الغامقة للديكورات، والملابس، والإضاءة الخافتة وتلوين الفيلم اللي حول أغلب الوان الفيلم لألوان باهتة بالاضافة لإستخدام (Noise Effect) اللي خلى الصورة مشوشة،
التشويش ممكن يكون اتضاف في مرحلة المونتاج او اتعمل وقت التصوير عن طريق إعدادات الكاميرا والإضاءة، المهم إن دي كلها حاجات بتشير لحياة (روبن) الغلط.
بالنسبة لي اهم واقوي عنصرين في الفيلم كانوا الأداء التمثيلي والصوت، الأداء عبقري ومن كل الممثلين تقريبًا، والصوت والمؤثرات الصوتية اللي بتوصل لنا روبن سامع إيه بالظبط كانت معمولة بشكل عظيم وبتخليك تحس الإحساس اللي هو حاسه بالظبط، والمزيكا حتى، بالرغم إن المزيكا بسيطة ويكاد تكون غير ملاحظة اساسًا إلا أنها ساعدت وقدرت توصل الاحساس برضه.
##!Spoiler Alert##
عجبني برضه انه تم استخدام اكتر من منظور في الفيلم، فبنعرف روبن سامع ايه، وكمان بنشوف الأشخاص التانية سامعين ايه، الموضوع ده كان مفيد جدًا في إظهار التباين.
زي واحد من اكتر المشاهد اللي عجبتني في الفيلم لما كان في الحفلة اللي في الاخر و كانت حبيبته وبرضه المغنية اللي معاه في الفرقه بتغني مع ابوها وحصل تداخل بين صوتهم والصوت اللي هو بيسمعه.. كان مشهد جامد جدًا.
ثالثًا: تفسيري لفلسفة الفيلم -تفسيري يعني من وجهة نظري..ها!-
بالرغم إن الفيلم موضوعه الأساسي واحد بيفقد السمع، إلا إن الفيلم مش بيتكلم عن فقدان السمع!
الفيلم في رأيي بيشير لـ إن العالم بقى مزعج، والفيلم هو دعوة لترك كل الإزعاج ده (السيارة، الهاتف، الخ..)، طبعًا هو اكيد بيتكلم برضه عن مشكلة فقدان السمع، إلا إنه خد القصة دي ووصل منها الفلسفة دي، ودي وجهة نظري اللي معنديش تأكيد عليها ولكنها وجهة نظر!
المهم إن دي فلسفة مشابهة نوعًا ما لفيلم Fight Club أحد اكثر افلامي المفضلة (لحد 2021)، وعشان كدة ممكن أكون فسرت الفيلم كدا ولكني عندي اكتر من اثبات على صحة وجهة نظري دي..
اقوى دليل هو لما الراجل المسن قال..
We're looking for a solution to this
وشاور على عقله وبعدين كمل كلام وقال..
not this
وشاور على اذنه
حاجة كمان، لما دخل المكان اللي هيتعالج فيه، اتطلب منه يتخلى عن سيارته وموبايله وكل حاجة تخصه، وبعد ما سلم التليفون والمفاتيح للراجل المسن جت لقطة ثابتة لمنظر طبيعي هادي وبعدين اتنقلنا لمشهد وهما كلهم على طاولة جوا البيت اللي هو هيتعالج فيه
اعتقد إن المخرج هنا بيحاول يربط هدوء الطبيعة بالمكان، وإنه دلوقتي اتخلى عن الازعاج وهيبدأ يتأهل على الهدوء، بل إن الكاميرا المهتزة اللي من أول الفيلم مبتثبتش، في الجزء ده بالذات ثبتت، لسة واخدة شكل الفيلم الوثائقي والتكوينات العشوائية ولكنها ثبتت وبقت اكثر هدوءًا.
أخيرًا: النهاية
اجمل حاجة في الفيلم إنه نهايتة كانت مفتوحة، وده خلاها غير تقليدية وعبقرية كمان، واحد بيحاول يقاوم الهدوء عشان يرجع للإزعاج وكأنها أعراض إنسحاب ولكنه بيختار في النهاية...؟
...
تاريخ النشر أول مرة: 29 مارس 2021
تعليقات
إرسال تعليق